www.al-kubaisi.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.al-kubaisi.com

oOoاهلا وسهلا بكم في منتديات الكبيسيoOo
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة غدا نلتقي الجزء الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohammad mustfa
عضو مميز
عضو مميز
mohammad mustfa


عدد الرسائل : 648
تاريخ التسجيل : 01/06/2007

قصة غدا نلتقي الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: قصة غدا نلتقي الجزء الاول   قصة غدا نلتقي الجزء الاول Icon_minitimeالأحد يونيو 10, 2007 1:51 am

كنت أعرف هذا الشاب جيدا من خلال صداقة جمعتنا ثلاث سنوات ولقد أعجبت به كثيراً، ولقد كان أسامة مثالاً للشاب المسلم الواعي المدرك لشريعة دينه المدرك لما يدور حوله وفي عالمه وكان يتمتع بنفسية شفافة وفطرة لم تكدر فكان يعرف لكل مقام مقاله وكان يعالج معارفه بشيء كثير من الصبر. وكثيراً ما كنت أشفق عليه في حواره مع أحد الأشخاص، وطول صبره وكثرة ما يتغاضى في حديثه عن كلمات جارحة له مقصودة آملا في أن يصل لما يريد.

وإنني إذ أكتب عنه اليوم فإنما أضعه نموذجا وقدوة للشباب المسلم.

كنت وإياه نخرج سويا ًإلى المسجد في الصباح في الأيام التي كن نجتمع فيها، وكنت أرى علامات الحزن ترسم خطوطاً على وجهه ونحن نتهيأ للصلاة وليس معنا سوى ما يعد على أصابع اليد الواحدة من المصلين .

فلت له يوماً.. أخبرني بربك يا أسامة لماذا التحقت بكلية الطيران؟ إن والدك قد انتقل إلى رحمة الله وأنت الآن تعول أسرتك الكبيرة العدد وأخوتك كلهم صغار ويحتاجون لمن يكون بجانبهم دائما خاصة وأن دخلكم المعيشي قليل. تبسم من سؤالي ثم نظر إليّ نظرة المعاتب ثم قال: أنت تعرف يا محمد.. ألم نتحدث في هذا قبل ذلك - قلت بلى تحدثنا ولكن يبدو لي أحياناً أنك من أصحاب الشائبتين. أي أنك تريد الدنيا ( ثم ) الآخرة.. قال إن كنت كذلك - فلا بأس - قلت إذن لم تفهم سؤالي يا أسامة، إنني أقصد أنك ربما تكون من الذين يحبون أن يروا أنفسهم وهم يرتدون زي الضباط وتهب لهم الناس قياما وتؤدى لهم التحيات بالأيدي والأرجل ويقال هذا فلان وأنت تنتفخ ويمتلئ صدرك وتشمخ بأنفك وتضرب الأرض بقدمك ثم بعد ذلك لا بأس أن تكون لديك نية للآخرة أيضا ولكنها ثانوية.


قال: إنني أستطيع الآن أن أقول أن كل الناس لا تفهمني، كنت أظنك الوحيد الذي تفهمني فإذا أنت تجتهد في فهمي أيضا، وما كان ينبغي لك ذلك ألم تقل لي أننا غرباء، فإذا كنا من أهل الدنيا فلسنا فيها بالغرباء..

نظرت إليه ثم سكت فترة ليست بالقصيرة وأنا أتابع ذكرياته معي في السنوات الماضية واجتهاده وتدينه. والحق أن سؤالي له كان بقصد مني، لقد أردت أن أعرف مقدار التدين وعمقه لديه، ثم نظرت إليه فجأة وفي توجيه خاطف سألته: وإلى أين بعد التخرج؟ قال: ولماذا تتعمد السؤال المفاجئ هكذا؟ أتريد أن أتلعثم في الإجابة. لا والله لقد أعددت الجواب منذ وقت طويل.. إنني يا أخي ذاهب إلى الله.. قلت عجباً والآن أليس إلى الله، قال بلى ولكن الوصف الذي ينطبق على نفسي الآن أنني مع الله، قلت له: أسامة أرجو تفسيرا أكثر.. قال لبيك.. أخي إنني بعت نفسي لله بكل رضا وما بقي إلا أن أتحين الفرصة المناسبة لعل الله يقبلني.. قلت: وتتركني وحدي يا أسامة، إن الرياح تعصف من حولي بشدة والغبار يحجب الرؤية والظلمة شديدة وماذا أفعل أنا يا أسامة؟ قال: لا تتعجل ومن يدري إن الأعمار بيد الله وفجأة صرخ طفل صغير فدخل أسامة مسرعاً ثم عاد بعد قليل، قلت خير قال خير إنه أخي أحمد، أمي مشغولة عنه بالصلاة وهو دائماً في عراك مع اخوته. وساد السكون بيننا وقتاً وخواطري تحوم وتجول، إن اخوته صغار ولكن كم يتعب الجسد إذا كانت النفس كبيرة الغاية شريفة الأمل. ثم نظر إليّ واستطرد قائلا: أين أنت؟ لعلك غبت عنّا إلى بعيد.. كفاك أخي هذا الشرود.. لا تفكر فيما تكفل الله به.

نظرت في ساعتي ثم قلت: أسامة أستودعك الله وإلى الغد نلتقي إن شاء الله..


اسمح لي الآن أن أنصرف.. وانصرفت وفكري معه وصورته ما تزال تطوف بخيالي.. لكم أتمنى أن يكون كل الشباب المسلم هكذا؟ ولكن ليست الأمور بالتمني، إن الواقع وربما دلائل المستقبل تكذب هذا التمني.. وطال ليلي وأنا أفكر وأخيراً نمت وفي الصباح استيقظت وتوجهت إلى المسجد هادئاً لا صوت ولا حركة لكأنه غريب يلفظ أنفاسه الأخيرة في فلاة منقطعة وكانت الشوارع تبدو خالية إلا من مبكر إلى مزرعته آخذ بذنَب بقرته أو صاحب متجر طمع في بيعة زيادة فابتدر يومه، دخلت المسجد وإذا بأسامة جالسا ينتظر.. ألقيت عليه السلام ثم قلت أنت قضيت الليلة هنا أم جئت الآن.. تبسم وقال لو كنت أستطيع لفعلت لقد جئت منذ قليل ثم أذنت للفجر وجلست قلت هيا بنا نصلي قال هيا.. صلينا وخرجنا قلت له الإفطار عندي قال لا بأس ليكن عندك إنني سأسافر اليوم إن شاء الله اليوم اليوم ولماذا لم تخبرني قبل ذلك. قال وماذا كان سيحدث؟ إن الكلية ستبدأ غداً ولا بد لي أن أحضر الدروس الثنائية من أولها لننهي تلك المرحلة بعون الله. قلت موفق بإذن الله لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك.

دخلنا منزلنا وأفطرنا ثم جلسنا قليلا وخرجنا وتوجه هو إلى منزله وبعد فترة أرسل لي أخاه الصغير.. إن أسامة مسافر الآن. توجهت معه إلى السيارة ولقد كان وداعاً حاراً ومؤلماً لم يكن مثل كل وداع ولم أكن أدري أن هذه آخر مرة أرى فيها أسامة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة غدا نلتقي الجزء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة غدا نلتقي الجزء الثاني
» كرة القدم الجزء الاول
» الداهية الفرنسي ارسين فينجر والصى السحرية الجزء الاول
» الكرة القدم الجزء الثاني
» الداهية الفرنسي ارسين فينجر والصى السحرية الجزء الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.al-kubaisi.com :: منتديات فيض القلم :: منتدى القصص-
انتقل الى: